المتحف المصري الكبير هدية مصر إلى العالم بعد عشرين عاماً من الانتظار 2025 - أنامل عربية


المتحف المصري الكبير
المتحف المصري

المتحف المصري الكبير هدية مصر إلى العالم بعد عشرين عاماً من الانتظار

في الأول من نوفمبر عام 2025، شهدت مصر حدثاً ثقافياً طال انتظاره لأكثر من عقدين، تمثل في الافتتاح الرسمي لـ المتحف المصري الكبير (Grand Egyptian Museum  GEM) في الجيزة، على بُعد خطوات من اهراماتها الشامخة.

 يُعد هذا الصرح الحضاري الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة، حيث يجمع بين عبق التاريخ المصري القديم وروح العصر الحديث في تصميم معماري مذهل يجذب الأنظار من اللحظة الأولى.

يقع المتحف المصري الكبير (GEM) في موقع فريد قرب أهرامات أهرام الجيزة في مصر، بعد أكثر من عشرين عاماً من التخطيط والتنفيذ.
هذا المشروع يُعدّ علامة فارقة في عرض التراث المصري القديم، ويعكس طموحات مصرية في تعزيز السياحة والثقافة. 

المتحف المصري الكبير والموقع والحجم

يقع المتحف على هضبة الجيزة وعلى مقربة مباشرة من الأهرامات، ما يمنحه ميزة خاصة ومكانة مميزة.
يمتد على مساحة تبلغ مئات الآلاف من المتر المربّع، مع مساحة عرض دائمة تقدر بـ 24 الف متر مربع تقريباً.
يُوصَف بأنه أكبر متحف مكرَّس لحضارة واحدة في العالم. 

المتحف المصري الكبير وتاريخ المشروع ورحلته الطويلة

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في عام 2002 حين أعلنت الحكومة المصرية عن مشروع عالمي لتشييد متحف جديد يليق بعظمة الحضارة المصرية. 

وُضعت أولى حجر الأساس عام 2005، لكن تعاقب الأزمات الاقتصادية والسياسية وجائحة كورونا أدى إلى تأجيل الافتتاح مراراً، حتى تحقق الحلم أخيراً في عام 2025.

شارك في تصميم المشروع مكتب "هينغانغ كوميه" الإيرلندي، الذي فاز في مسابقة دولية شارك فيها أكثر من 1,500 مصمم من 80 دولة، ليُبدع تحفة معمارية تربط بين الماضي والمستقبل بانسيابية مدهشة.

المتحف المصري الكبير 2025
الحضارة المصرية

المتحف المصري الكبير مراسم الافتتاح وحضور عالمي واسع

شهد حفل الافتتاح حضور عدد كبير من قادة الدول والسفراء والشخصيات العالمية، إضافة إلى نجوم الفن والثقافة المصريين والعرب.
وقدّم الحفل عرضاً مهيباً للموسيقى الفرعونية وأضواءً ثلاثية الأبعاد على واجهة المتحف، في مشهد جمع بين الفخر بالحضارة المصرية والرؤية الحديثة لمستقبلها.

تصميم فريد يربط بين الحضارة والطبيعة

يمتد المتحف على مساحة تتجاوز 490 ألف متر مربع، وهو مصمم ليُطل مباشرة على أهرامات الجيزة من خلال واجهته الزجاجية الضخمة التي تتيح للزائر مشهداً بانورامياً مذهلاً.
يتكوّن المبنى من عدة مناطق رئيسية:

البهو العظيم (Grand Hall): الذي يستقبل الزوار بتمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يبلغ وزنه 83 طناً.

الدرج الملكي (Grand Staircase): تصطف على جانبيه مئات القطع الأثرية العملاقة التي تروي تاريخ الملوك والفراعنة عبر العصور.

قاعة توت عنخ آمون: التي تضم المجموعة الكاملة للملك الذهبي، المعروضة لأول مرة كاملة منذ اكتشافها عام 1922، بما في ذلك القناع الذهبي والعربات الجنائزية. في تجربة تفاعلية حديثة توظف الإضاءة والصوت لتعيد الحياة لعصر الفراعنة.

يتميز المتحف أيضاً باستخدام أحدث أنظمة الحفظ والترميم، ويضم أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط مزوداً بمختبرات متقدمة للتحاليل الدقيقة وتقنيات الأشعة ثلاثية الأبعاد.

يحتوي المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية معروضة عند افتتاحه، وقد يصل العدد الإجمالي داخل المتحف إلى أكثر من هذا العدد.

كما يضم المتحف معارض حديثة تضم معرضاً للأطفال، ومركزاً لحفظ وترميم الآثار، ومساحات تعليمية تعمل بالتكنولوجيا الحديثة. 

اقرأ ايضا مقال أصل المنمنمات العربية

 قسم الأطفال صُمم بطريقة ممتعة تُعرّف الأجيال الصغيرة على تاريخ بلادهم من خلال الألعاب التفاعلية والعروض المرئية.

متحف مصر الكبير 2025 - أنامل عربية
القطع الاثرية المعروضة

المتحف المصري الكبير - القطع الأثرية المعروضة

يضم المتحف قطع أثرية مميزة تمثل مختلف مراحل التاريخ المصري، بدءاً من عصور ما قبل الأسرات مروراً بالعصرين الفرعوني واليوناني الروماني وحتى العصر القبطي والإسلامي.
ومن أبرز المعروضات:

- تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث وقرينته تي.

- مومياء الملكة حتشبسوت في قاعة مخصصة للملكات.

- أدوات الحياة اليومية للمصري القديم، مثل أدوات الزينة، والبرديات، والأواني الفخارية.

- معروضات رقمية تستخدم تقنيات الواقع المعزز (AR) لتقديم شرح تفاعلي للزوار.

الفنانون والمبدعون المشاركون في الحفل

الفنانة شريهان – الفنانة المصرية القديرة التي عادت للظهور بعد غياب وقدّمت فقرة فنية خاصة.

الفنانة فاطمة سعيد – مغنية الأوبرا (السوبرانو) المصرية العالمية، شاركت بأداء مميز يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والطابع الفرعوني.

الفنانة رغدة الدين – فنانة صوتية شاركت إلى جانب فاطمة سعيد في فقرة غنائية مشتركة.

الفنان أحمد إسماعيل – مطرب نوبي قدّم فقرة موسيقية مستوحاة من التراث النوبي المصري.

الفنانة حنين الشاطر – مطربة شابة شاركت بأداء غنائي ضمن فقرات الحفل.

الفنان احمد مالك – الممثل المصري الشاب، شارك في فقرة فنية استعراضية جسّدت قصة الحضارة المصرية.

الفنانة هدى المفتي – الممثلة المصرية التي شاركت في الحفل بإطلالة فرعونية لافتة.

الفنان هشام نزيه – الموسيقي والملحن المصري الذي وضع الموسيقى التصويرية والألحان الخاصة بالحفل.

الفنان ناير ناجي – المايسترو المصري الذي قاد الأوركسترا السيمفونية خلال الحفل الافتتاحي.

الفنانة ياسمينا العبد – الممثلة الشابة التي شاركت ضمن الفقرات الفنية الرمزية للحفل.

أهداف افتتاح المتحف المصري الكبير

أحد الأهداف الكبرى هو دعم السياحة المصرية وتعزيزها، حيث يسعى المشروع إلى جذب ملايين الزوار سنوياً.

كما يهدف إلى أن يكون مركزاً دولياً لدراسات المصريات، بحسب تصريحات وزير السياحة والآثار المصري.

كذلك يمثل المتحف جزءاً من إعادة تأهيل منطقة الجيزة المحيطة وتعزيز البُنى التحتية للزيارة. 

متحف مصر الكبير مقال للكاتبة زهرة حبيب
 مركز للثقافة والعلم

المتحف كمركز عالمي للثقافة والتعليم

لا يقتصر دور المتحف على العرض السياحي فقط، بل يسعى ليكون مركزاً عالمياً للبحث والتعليم. فقد خُصصت قاعات للمحاضرات والورش التعليمية، ومكتبة ضخمة تضم أرشيفاً رقمياً لآلاف الدراسات والبرديات المصرية القديمة.

أثر الافتتاح على السياحة والاقتصاد

يُتوقع أن يصبح المتحف المصري الكبير أحد أكثر المعالم زيارة في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيستقطب نحو 5 ملايين زائر سنوياً. وقد ربطت الحكومة المصرية افتتاح المتحف بخطة شاملة لتطوير منطقة الجيزة، شملت إنشاء فنادق جديدة وممشى سياحي حديث ومرافق نقل ذكية.
ويُنظر إلى المتحف على أنه ركيزة رئيسية في استراتيجية مصر لتكون عاصمة السياحة الثقافية العالمية خلال العقد المقبل.

التحديات ووجهات النظر

المشروع واجه تأخيرات عديدة بسبب عوامل متعددة منها الأوضاع السياسية والإقليمية و جائحة كورونا.

بينما يحظى بحماس شعبي ورسمي، هناك من يرى أن النجاح طويل الأمد للمشروع يعتمد على الاستمرارية في الصيانة، والتشغيل الناجح، وجذب الزوار بانتظام.

المتحف المصري الكبير - رمزية المتحف ورسالة مصر للعالم

يُعد المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد مبنى، بل هو رسالة حضارية من مصر إلى العالم تؤكد أن الحضارة المصرية ليست ماضياً فقط بل مستقبلًا أيضاً.
ومن خلال الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والروح القديمة، يقدم المتحف نموذجاً فريداً في الحفاظ على التراث الإنساني وتقديمه للأجيال القادمة في أبهى صورة.

متحف مصر الكبير - مصر
تمثال رمسيس الثاني

افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث محلي، بل هو حدث ثقافي عالمي يعيد تعريف تجربة زيارة الآثار المصرية القديمة. من خلال الجمع بين عمق التاريخ والتكنولوجيا المعاصرة، يقدم المتحف منصة جديدة لعشاق التاريخ والثقافة، ومحطة مهمة في مسار السياحة المصرية.
اقرأ ايضا مقال خيال علمي سلسلة stanger things

كما أنه يعتبر تتويج لعقود من العمل والإصرار، ومثال على قدرة مصر على الجمع بين الأصالة والتجديد. إنه صرح يروي قصة أمة صنعت التاريخ منذ آلاف السنين، ولا تزال حتى اليوم تُلهم العالم بعراقتها وإبداعها.
إنه ليس مجرد متحف، بل بوابة إلى الخلود، تفتح أمام الإنسانية نافذة على ماضيها العظيم ومستقبلها المشرق.

رأيك يهمنا

أحدث أقدم